[ 41 ]

ومن خطبة له (عليه السلام)
[وفيها ينهى عن الغدر ويحذر منه]
إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ[1] الصِّدْقِ، وَلاَ أَعْلَمُ جُنَّةً[2] أوْقَى مِنْهُ[3]، وَمَا يَغْدِرُ مَنْ عَلِمَ كَيْفَ الْمَرْجِعُ، وَلَقَدْ أَصْبَحْنا في زَمَان اتَّخَذَ أَكْثَرُ أَهْلِهِ الْغَدْرَ كَيْساً[4]، وَنَسَبَهُمْ أَهْلُ الْجَهْلِ فِيهِ إِلى حُسْنِ الْحِيلَةِ، مَا لَهُمْ! قَاتَلَهُمُ اللهُ! قَدْ يَرَى الْحُوَّلُ الْقُلَّبُ[5] وَجْهَ الْحِيلَةِ وَدُونَهَا مَانِعٌ مِنْ أَمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ، فَيَدَعُهَا رَأْيَ عَيْن بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا، وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَهَا مَنْ لاَ حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ[6].


[1] التَّوْأمُ: الذي يولد مع الاخر في حمل واحد.
[2] الجُنَّة ـ بالضم ـ: الوقاية، وأصلها ما استترت به من درع ونحوه.
[3] أوقى منه: أشدّ وقاية وحفظاً.
[4] الكَيْس ـ بالفتح ـ: الفطنة والذكاء.
[5] الحُوّلُ القُلَّب ـ بضم الاول وتشديد الثاني من اللفظين ـ: هو البصير بتحويل الامور وتقليبها.
[6] الحَرِيجَة: التحرج والتحرز من الاثام.