[
45 ]
ومن خطبة له (عليه السلام)
[وهو بعض خطبة طويلة خطبها يوم الفطر]
[وفيها يحمد الله ويذم الدنيا]
[حمد الله]
الْحَمْدُ للهِ غَيْرَ مَقْنُوط
[1] مِنْ
رَحْمَتِهِ، وَلاَ مَخْلُوٍّ مِنْ نِعْمَتِهِ، وَلاَ مَأْيُوس مِنْ مَغْفِرَتِهِ،
وَلاَ مُسْتَنْكَف
[2]
عَنْ عِبَادَتِهِ، الَّذِي لاَ تَبْرَحُ مِنْهُ رَحْمَةٌ، وَلاَ تُفْقَدُ لَهُ
نِعْمَةٌ.
[ذم الدنيا]
وَالدُّنْيَا دَارٌ مُنِيَ لَهَا
الْفَنَاءُ
[3]،
وَلاَِهْلِهَا مِنْهَا الْجَلاَءُ
[4]،
وَهِيَ حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، قَدْ عُجِّلَتْ لِلطَّالِبِ، وَالْتَبَسَتْ بِقَلْبِ
النَّاظِرِ
[5];
فَارْتَحِلُوا مِنْهَا بِأَحْسَنِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ، وَلاَ
تَسْأَلُوا فِيها فَوْقَ الْكَفَافِ
[6]،
وَلاَ تَطْلُبُوا مِنْهَا أكْثَرَ مِنَ الْبَلاَغِ
[7].
[1] مَقْنُوط: ميؤوس، من القنوط
وهو اليأس.
[2] مُسْتَنْكف; الاستنكاف:
الاستكبار.
[3] مُنيَ لها الفَنَاءُ ـ ببناء
الفعل للمجهول ـ أي: قُدّرَلها.
[4] الجلاء: الخروج من الاوطان.
[5] التَبَسَتْ بِقَلْبِ
الناظِرِ: اختلطت به محبةً.
[6] الكَفاف: ما يَكُفّكَ أي
يمنعك عن سؤال غيرك، وهو مقدار القوت.
[7] البلاغ: ما يتبلّغ به، أي:
يقتات به مدّة الحياة.