[
82 ]
ومن كلام له (عليه السلام)
في صفة الدنيا
مَا أَصِفُ مِنْ دَار أَوَّلُهَا
عَنَاءٌ
[1]!
وَآخِرُهَا فَنَاءٌ! فِي حَلاَلِهَا حِسَابٌ، وَفِي حَرَامِهَا عِقَابٌ. مَنِ
اسْتَغْنَى فِيهَا فُتِنَ، وَمَنِ افْتَقَرَ فِيهَا حَزِنَ، وَمَنْ
سَاعَاهَا(6)فَاتَتْهُ، وَمَنْ قَعَدَ عَنْهَا وَاتَتْهُ
[2]،
وَمَنْ أَبْصَرَ بِهَا بَصَّرَتْهُ، وَمَنْ أَبْصَرَ إلَيْهَا أَعْمَتْهُ.
وإذا تأمل المتأمل قوله (عليه السلام):
«وَمَنْ أبْصَرَبِهَا بصّرَتْهُ» وجد تحته من المعنى العجيب، والغرض البعيد، ما لا
تُبلغ غايته ولا يدرك غوره، لا سيما إذا قرن إليه قوله: «ومَن أبْصَرَ إليها
أعْمَتْهُ»، فإنه يجد الفرق بين «أبصر بها» و«أبصر إليها» واضحاً نيراً عجيباً
باهراً!
[1] العناء: التعب.
[2] ساعاها: جاراها سعياً. 7.
واتَتْهُ: طَاوَعَتْهُ.