[123 ]

ومن كلام له (عليه السلام)
قاله لاصحابه في ساعة الحرب
وَأَيُّ امْرِىء مِنْكُمْ أَحَسَّ مِنْ نَفْسِهِ رَبَاطَةَ جَأْش[1] عِنْدَ اللِّقَاءِ، وَرَأَى مِنْ أَحَد مِنْ إِخْوَانِهِ فَشَلاً[2]، فَلْيَذُبَّ[3] عَنْ أَخِيهِ بِفَضْلِ نَجْدَتِهِ[4] الَّتي فُضِّلَ بِهَا عَلَيْهِ كَمَا يَذُبُّ عَنْ نَفْسِهِ، فَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَهُ مِثْلَهُ. إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثِيثٌ لاَيَفُوتُهُ الْمُقِيمُ، وَلاَ يُعْجِزُهُ الْهَارِبُ. إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ! وَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ أَبِي طَالِب بِيَدِهِ، لاََلْفُ ضَرْبَة بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ مِنْ مِيتَة عَلَى الْفِرَاشِ [فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللهِ!].
وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْكُمْ تَكِشُّونَ كَشِيشَ الضِّبَابِ[5]: لاَ تَأْخُذُونَ حَقّاً، وَلاَ تَمْنَعُونَ ضَيْماً. قَدْ خُلِّيتُمْ وَالطَّرِيقَ، فَالنَّجَاةُ لَلْمُقْتَحِمِ، وَالْهَلَكَةُ لَلْمُتَلَوِّمِ[6].

[1] رَبَاطَة الجأش: قوة القلب عند لقاء الاعداء.
[2] الفَشَل: الجُبْن والضعف.
[3] فَلْيَذُبّ: فَلْيَدْفَعْ.
[4] النّجْدَة ـ بالفتح ـ: الشجاعة.
[5] كشِيش الضّباب: هو احتكاك جلودها عند ازدحامها. والضّباب ـ بكسر الضاد ـ: جمع ضبّ، وهو الحيوان المعروف.
[6] تَلَوّمَ: تَوَقّف وتباطأ.