[201 ]
ومن كلام له (عليه السلام)
[يعظ بسلوك الطريق الواضح]
أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَسْتَوْحِشُوا
فِي طَرِيقِ الْهُدَىُ لِقِلَّةِ أَهْلِهِ، فَإِنَّ النَّاسَ قَدِ اجْتَمَعُوا
عَلَى مَائِدَة شِبَعُهَا قَصِيرٌ، وَجُوعُهَا طَوِيلٌ.
أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّمَا يَجْمَعُ
النَّاسَ الرِّضِى وَالسُّخْطُ
[1]،
وَإِنَّمَا عَقَرَ نَاقَةَ ثَمُودَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَعَمَّهُمُ اللهُ تَعَالَى
بالْعَذَابِ لَمَّا عَمُّوهُ بالرِّضَى، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: (فَعَقَرُوهَا
فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ)، فَمَا كَانَ إِلاَّ أَنْ خَارَتْ
[2]
أَرْضُهُمْ بِالْخَسْفَةِ خُوَارَالسِّكَّةِ الْـمُحْمَاةِ
[3]
فِي الاَْرْضِ الْخَوَّارَةِ
[4].
أَيُّهَا النَّاسُ، مَنْ سَلَكَ
الطّرِيقَ الْوَاضِحَ وَرَدَ الْمَاءَ، وَمَنْ خَالَفَ وَقَعَ فِي التِيهِ!
[1] السُخْط: الغضب، ضد الرضى.
[2] خارَت: صوّتَت كخُوار الثور.
[3] السِكّة المُحْماة: حديدة
المِحْراث إذا أُحْمِيَتْ في النار فهي أسرع غَوْراً في الارض.
[4] الخَوّارة: السهلة اللينة.