[233 ]

ومن كلام له (عليه السلام)
[بعد أن أقدم أحدهم على الكلام فحصر]
[وهو في فضل أهل البيت، ووصف فسادالزمان]
أَلاَ إِنَّ اللِّسَانَ بَضْعَةٌ[1] مِنَ الاِْنْسَانِ، فَلاَ يُسْعِدُهُ الْقَوْلُ إِذَا امْتَنَعَ، وَلاَ يُمْهِلُهُ النُّطْقُ إِذَا اتَّسَعَ، وَإِنَّا لاَُمَرَاءُ الْكَلاَمِ، وَفِينَا تَنَشَّبَتْ عُرُوقُهُ[2]، وَعَلَيْنَا تَهَدَّلَتْ[3] غُصوُنُهُ.
[فساد الزمان]
وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ أَنَّكُمْ فِي زَمَان الْقَائِلُ فِيهِ بالْحَقِّ قَلِيلٌ، وَاللِّسَانُ عَنِ الصِّدْقِ كَلِيلٌ[4]، وَاللاَّزِمُ لِلْحَقَّ ذَلِيلٌ، أَهْلُهُ مُعْتَكِفُونَ عَلَى الْعِصْيَانِ، مُصْطَلِحُونَ عَلَى الاِْدْهَانِ، فَتَاهُمْ عَارِمٌ[5]، وَشَائِبُهُمْ آثِمٌ،عَالِمُهُمْ مُنَافِقٌ، وَقَارِئُهُمْ مُمَاذِقٌ[6]، لايُعَظِّمُ صَغِيرُهُمْ كَبِيرَهُمْ، وَلاَ يَعُولُ غَنيِيُّهُمْ فَقِيرَهُمْ.


[1] بَضْعَة: قطعة.
[2] تنشّبَت العروق: عَلِقت وثبتت، والمراد من العروق الافكار العاليه والعلوم السامية.
[3] تهدّلت: أي تدلت علينا فأظلتنا.
[4] كَلّ لسانه: نَبَا عن الغرض.
[5] عارم: شرس، سيىء الخلق.
[6] مماذق: يمزج ودّه بالغشّ.